هل اقتربت سيطرة السيارات الكهربائية على أسواق السيارات بالعالم ؟
نمت مبيعات السيارات الكهربائية خلال العام الماضي بأكثر من 43% بعد أن تلقت دعما من السياسات الحكومية وجهود خفض الانبعاثات لكن رغم ذلك لا تشكل السيارات الكهربائية سوى 1% فقط من إجمالي أسطول السيارات في العالم.
قبل عشر سنوات كان من الصعب تصور أن تكون هناك سيارة تعمل ببطارية وتكون وسيلة نقل اعتمادية يمكن الرهان عليها فى الحياة اليومية، وكان الاعتقاد السائد وقتها أنها مجرد ابتكار لا جدوى له وفرقعة إعلامية لن تجد طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع.
لكن الاحتباس الحراري والرغبة القوية فى السيطرة على التلوث والانبعاثات من ناحية، ومن ناحية أخرى التطور الحاصل للابتكارات فى صناعة السيارات الكهربائية والصناعات المغذية لها للحد الذي مكن هذه الصناعة من تخفيض أسعار منتجاتها وزيادة اعتماديتها، شكلّا سوياً دفعة مزدوجة لهذه السيارات أن تكون موجودة على أرض الواقع وتنافس وتنمو بل وتغزو الأسواق خلال عقد أو عقدين.
ومن أهم التوقعات المستقبلية التي صدرت مؤخراً عن قطاع السيارات الكهربائية ما نشرته “بلومبرغ” والتي ترى أنه بالتزامن مع الهدف العالمي لتصفير الانبعاثات الكربونية بحلول 2050، فإنه وقبلها بعشر سنوات أى بحلول 2040 تكون السيارات الكهربائية قد سيطرت على نحو ثُلثي مبيعات السيارات.
القوى الكبرى فى السوق
الصين فى مقدمة سوق السيارات مدفوعة بتعدادها السكاني الضخم والاستثمارات الخاصة والدعم الحكومي الكبير والمستمر منذ سنوات، ثم أوروبا ثانياً، أما الولايات المتحدة فتأتي ثالثاً مدفوعة بالمخصصات الكبيرة من القطاع الخاص الأمريكي فى اتجاه البحث والتطوير على هذا النوع من السيارات بما يدفع بخفض أسعارها لتكون قريبة من كونها منتجا استهلاكيا في المتناول.
1 – الصين.
2 – أوروبا.
3 – الولايات المتحدة.
4 – الهند.
5 – اليابان.
6 – كندا.
7 – كوريا الجنوبية.
8 – أستراليا.
مميزات السيارات الكهربائية
سيارات كهربائية أكثر تعني تلوثاً أقل
أن تصل حصة إلى 2/3 من مبيعات السيارات بكافة أنواعها يعني سحب ملايين سيارات محرك الاحتراق الداخلي، واستبدالها سيارات كهربائية بها، بما يشير إلى خفض كبير في انبعاثات الوقود، ومن ثم ستصل انبعاثات العالم من النقل على الطرق إلى أقل من 4 جيجا/طن من ثنائي أكسيد الكربون مقابل حوالي 7 جيجا/طن تنبعث حالياً من السيارات على الطرق.
وتتوافق سيناريوهات “بلومبرغ” المستقبلية للسيارات الكهربائية مع توقعات القيادة السعودية والتي تتمحور حول بداية انخفاض الطلب على النفط بين عام 2030 كحد أدنى و2040، بالتزامن مع استثمارات المملكة فى شركات السيارات الكهربائية مثل “لوسيد موتورز” وشراء حصة حاكمة بين 2018 و2020 ثم طرحها ببورصة “ناسداك” الأمريكية بقيمة سوقية 37.5 مليار دولار حتى التاسع من أغسطس.
يقول ولى العهد الأمير “محمد بن سلمان” فى حديث لـ”قناة السعودية” أبريل الماضي:
“هناك تصور خاطئ عند كثير من المحللين أن السعودية تريد التخلص من النفط، هذا الأمر غير صحيح تماماً، نحن نريد أن نستفيد من كل شيء في السعودية، سواء في القطاع النفطي أو قطاعات مختلفة، فلو أتكلم مثلاً عن القطاع النفطي، لو تنظر لأغلب المحللين العالميين توقعاتهم بالإجماع أن الطلب على النفط سينمو حتى 2030، الأغلبية يتوقعون أن الطلب على النفط سينمو حتى 2040 والأقلية يتوقعون أنه في2030 سيبدأ ينخفض الطلب على النفط تدريجيا حتى 2070”.
كذلك توقع صندوق النقد الدولي وصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته بحلول عام 2040 كحد أقصى بسبب توافر العديد من المصادر المتجددة، وذلك في تقريره عن مستقبل أسواق النفط.
كما أكد أن التحليلات الأخيرة لأسواق النفط قد أظهرت احتمالية تباطؤ الطلب العالمي على النفط خلال العقدين المقبلين مع الاتجاه للاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وأوضح الصندوق أن التحول للطاقة النظيفة مع تباطؤ النمو السكاني سيسهم في وصول الطلب العالمي إلى ذروته عند حوالي 115 مليون برميل يوميًا.